الجاذبية المتناهية الصغر ستساعدنا على فهم طريقة دفاع جهاز المناعة.
تهديدات مخيفة على صحة الإنسان تهيمن على الأخبار في هذه الأيام. السفر إلى الفضاء قد يساعد العلماء على تعزيز قدرة أجسامنا لمكافحة مثل هذه التهديدات. دراستين قادمتان عن دفاع خلايا الكريات البيضاء البشرية تسعى إلى فهم كيفية يقوم هؤلاء المحاربين الصغار بدفاعهم.
صورة لخلايا جهاز المناعة رد فعل بعد انفجار الأكسجين وملطخة بصبغة فلورية FITC، تكبير 20 مرة. |
جهاز مناعة رواد الفضاء لا يعمل بالشكل المطلوب في الجاذبية المتناهية الصغر كما على الأرض. معرفة لماذا يحدث هذا هو المفتاح لحماية صحة رواد الفضاء ويمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة على الأرض لأولئك الذين يعانون ضعف جهاز المناعة. في جهاز المناعة البشري، توجد خلايا الدم البيضاء الكبيرة التي تسمى الكريات البيضاء وهي الخط الدفاعي الأول ضد العدوى. هذه الخلايا تبتلع الأجسام الغريبة وتنتج موجة من الأكسجين التفاعلي الذي يساعد على تدمير الغزاة.
سيتم إطلاق TripleLux-B إلى المحطة الفضائية الدولية في هذا وهي المهمة الخامسة للتموين SpaceX's fifth commercial resupply mission. وفي فبراير عام 2015، سوف تقوم TripleLux-A بإتباعها بمهمة سادسة . وستجرى كل التحقيقات لدراسة التغيرات الخلوية في جهاز المناعة، مع فصل الآثار الأخرى مثل آثار رحلات الفضاء و الإشعاع.
أجهزة تجارب مهمة TripleLux |
ظروف الجاذبية على الأرض يمكن أن تكون أحد المتطلبات لتطوير آلية للتفاعل الأكسدة الإنفجارية، ويقول الباحث أوليفر أولريش(أستاذ علم التشريح والتكنولوجيا الحيوية الفضاء في سويسرا وألمانيا): "إن التحدي الرئيسي هو معرفة إذا كانت الآلية الخلوية لدينا قادرة على العمل من دون قوة الجاذبية أو أن البنية الخلوية لدينا تعتمد على جاذبية الأرض.". هذا البحث يمكن أن يساعد العلماء على تطوير وسائل لإدارة أو منع التغييرات الناجمة عن الجاذبية المتناهية الصغر في عمل وظيفة جهاز المناعة، وببساطةجعل هؤلاء المحاربين الصغار يقومون بعملهم في الفضاء. ولتوضيح ما إذا كانت الجاذبية المتناهية الصغروالإشعاع مسؤولة عن التغييرات في نظام المناعة خلال رحلات الفضاء، سوف الباحثين بتعريض الخلايا إلى الجاذبية المتناهية الصغر ومن ثم محاكاة جاذبية الأرض. هذا الأخير سيتم إنشاؤها في BIOLAB (الطرد المركزي) في وكالة الفضاء الأوروبية. ومن ثم سيتم مقارنة البيانات مع قياسات الجرعات الإشعاعية التي تراكمت من التجربة المرجعية على أرض الواقع. وسوف يقوم الباحثون بتقييم ما إذا كانت الجاذبية المتناهية الصغر والإشعاع قد عملا معا لخلق تأثير أقوى. وبخصوص إجراء هذا التحقيق على متن محطة الفضاء وليس على الأرض يرجع لوجود الإشعاع الكوني في الفضاء وهذا ما لا يمكن محاكاتها على الأرض.
وأيضا لا ننسى أنه لهذه التجارب قد وضع جهاز قياس يحتمل أن يتم تطويره ليصبح أداة لرصد جهاز المناعة لرواد الفضاء خلال الرحلات الفضائية ذات المدة الطويلة. ومن جهة أخرى هذه التحقيقات هي فرصة أيضا لإختبار هذا الجهاز.
أخيراقد تساعد هذه التجارب على معرفة كيفية تأثير الفضاء على الجهاز المناعي لنا وربما سيمكننا مستقبلا من توظيف أفضل المحاربين للحفاظ على صحتنا من هجوم الغزاة (نقصد المدافعين عن صحتنا ووطننا الصغير وهو أجسامنا).
المرجع: ميليسا Gaskill مكتب برنامج محطة الفضاء الدولية
No comments:
Post a Comment